أحد أبرز أساليب السرد في الروايات المصورة، سواء في السينما أو التلفزيون، هو (العودة للماضي) أو (ومضات الماضي). كلاهما يخدم أغراضًا معينة في سرد القصة، مع اختلافات في التعريف والغرض. فعلى سبيل المثال، تتطلب (العودة للماضي) انتقال الشخصيات عبر الزمن إلى فترة سابقة، حيث يتفاعل الأبطال مع أدوات الماضي والأحداث القديمة.
الهدف من (العودة للماضي) هو فهم كيفية التعامل مع الأحداث الماضية وتأثيرها على الحاضر، مما يساعد في تغيير النتائج بناءً على دروس الماضي. مثال على ذلك هو فيلم (العودة للمستقبل)، حيث تسافر الشخصيات إلى عوالم مستقبلية أو تعود إلى الماضي، رغم أن هذه الأمثلة ليست كثيرة.
أما (ومضات الماضي)، فتدخل الأحداث بشكل مفاجئ لتزويد المشاهد بمعلومات خلفية معينة، تكشف قصصًا إضافية وتساعد في توضيح القرارات المتخذة في الوقت الحالي. من أبرز الأعمال التي تستخدم هذا الأسلوب، ثلاثية (الأب الروحي) والمسلسل (فقد)، بالإضافة إلى عدة أفلام عربية مثل (سيدة القطار) و(بين الأطلال).
لتوضيح الفروق بين الأسلوبين، يتطلب (العودة للماضي) انتقالًا طبيعيًا عبر الزمن، بينما تكون (ومضات الماضي) انتقالًا ذهنيًا. يؤثر الأسلوب الأول على اختيارات الشخصيات في الزمن المقصود، بينما يعكس الثاني انطباعات الشخصيات عن الماضي دون تغييره.
مؤخراً، عرض فيلم (فاصل من اللحظات اللذيذة) الذي ينقل المشاهد بين حالتين اجتماعيتين بدلاً من الزمن. جاء ذلك بعد مشاهدة مسلسل (عمر أفندي)، الذي يمثل إبداعًا متجددًا في السفر عبر الزمن.
السفر بين الأوقات يحمل فوائد عديدة، أهمها إصلاح ما أفسده الزمن. يقدم (عمر أفندي) تجارب فريدة في محاولة لإصلاح الماضي والحاضر والمستقبل.
المسلسل، الذي يتكون من 14 حلقة تقريباً كل منها ساعة، نادرًا ما يعاني من الإطالة غير الضرورية، ونجح في جذب الجمهور. يظهر اسم المؤلف مصطفى حمدي كواحد من الكتاب المتميزين، بينما أبدع المخرج عبد الرحمن أبو غزالة في تقديم العمل بصورة رائعة.
رغم بعض الملاحظات على الأداء، كان طاقم العمل قويًا، مع أداء لافت من أحمد حاتم وآية سماحة ومصطفى أبو سريع. أما النهاية، فقد كانت مقبولة ومنطقية، مع إمكانية أن يصلح (عمر أفندي) ما أفسده الزمن.